كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

الفصل الأول في تشبه العالم بالجاهل في مقتضى الجهل - ٢٤ - ومنها: ما رواه البيهقي عن عروة بن الزبير رحمه الله تعالى قال: يقال: ما شر شيء؟ - ج: 10 - ص: 357

رَوْعُه، ومن قل روعه مات قلبه (١).

وفي الحديث: "الصَّمْتُ حِكْمَةٌ أَيُّ حِكْمَةٍ، وَهِيَ لُبابُ العِلْمِ" (٢).

وروى أبو الشيخ في "الثواب" عن محرز (٣) بن زهير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصَّمْتُ زَيْنٌ لِلْعالِمِ وَسِتْرٌ لِلْجاهِلِ" (٤).

وسبق عن إياس بن معاوية أنه عاب نفسه بكثرة الكلام.

[٢٤ - ومنها: ما رواه البيهقي عن عروة بن الزبير رحمه الله تعالى قال: يقال: ما شر شيء؟]

قال: البطالة في العالم (٥).

والذي يليق بالعالم أن يكون في عدة معاده، أو مرمة معاشه.

٢٥ - ومنها: محبة الدنيا، وتمنيها، وتعظيمها، وإيثارها على الآخرة، والطمع، وأخذ العوض منها على شيء من العلم.

قال الله تعالى: {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩٥) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ

---

(١) ورواه ابن أبي الدنيا في "الحلم" (ص: ٧٧)، والعقيلي في "الضعفاء" (٣/ ٣١٦)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٢٥٩).
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) في "أ" و"ت ": "محمد" بدل "محرز".
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٩١٤).