وقد تقدم أن الملائكة يحفون بمجالس الذكر، ومجالس العلم أفضل مجالس الذكر، وتقدَّم أيضاً: أن الملائكة عليهم السَّلام "تضع أجنحتها لطالب العلم"(١)، وتوالي أهل العلم وتزورهم، وكل ذلك يدل على أنهم يحضرون مجالسهم.
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن ابن سيرين قال: دخلت فإذا حميد بن عبد الرحمن يذكر العلم، وإذا سعيد بن عبد الرحمن يقص في ناحية، فقلت: إلى أيهما أجلس؟ قال: فلم أقعد إلى واحد منهما، ووضعت رأسي إلى سارية فنمت، وأتاني آت في المنام، فقال لي: أَمْثَلْتَ بينهما؟ لئن شئت لأريتك مقعد جبريل عليه السلام من حميد بن عبد الرحمن؛ يعني: الحميدي (٢).