الحجَّاب، ولا يُغْدى عليه بالجِفان، ولا يراح عليه بها، ولكنه كان بارزًا من أراد أن يلقى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لقيه، وكان يجلس بالأرض، ويوضع طعامه بالأرض، ويلبس الغليظ، ويركب الحمار، ويردف بعده (١)، ويلعق والله يده (٢).
وروى الإمام أحمد، والطبراني في "الكبير" عن معاذ - رضي الله عنه -، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِيْنَ شَيْئًا فاحْتَجَبَ عَنْ ضَعَفَةِ الْمُسْلِمِيْنَ وَأُولِي الْحاجَةِ احْتَجَبَ اللهُ تَعالَى عَنْهُ يَوْمَ القِيامَةِ"(٣).
[٢٩ - ومنها: وطء أعقابهم، ومشي الخدام خلفهم وبين أيديهم.]
وقد تقدم في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث ابن عمرو، وأنس رضي الله تعالى عنهم: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يطأ عقبه رجلان.
وروى الحاكم وصححه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكره أن يطأ أحد عقبه، ولكن يمين وشمال (٤).
وروى أبو نعيم عن الهيثم بن خالد عن سليمان بن عتب ال:
(١) في "الزهد": "بده " بدل "بعد". (٢) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٣٩٤). (٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٣٨)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٠/ ١٥٢). وقد أشار إليه المصنف فيما سبق وعزاه للإمام أحمد فقط. (٤) رواه الحاكم في "المستدرك" (٤/ ٣١١).