روى أبو داود، والنسائي، والحاكم وصححه، عن سعد - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُوْنَ لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنْ"(٢).
والمراد بخائنة الأعين: الإيماء إلى أحد أن يفعل شيئاً لم يأمر به صريحاً.
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، عن أنس - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِيْ لِنَبِىٍّ أَنْ يُوْمِضَ - أَيْ: يُوْمِئَ - بِيَدِهِ أَوْ عَيْنْهِ إِلَىْ مَا لاَ يَأْمُرُ بِهِ وَلاَ يَفْعَلُهُ"(٣).
وروى أبو نعيم عن سفيان رحمه الله تعالى: أنه سُئِلَ عن قوله - عز وجل -: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩)} [غافر: ١٩]؛ قال: الرجل يكون في المجلس يسرق النظر في القوم إلى المرأة تمر بهم، فإن رأوه ينظر إليها اتقاهم فلم ينظر، وإن غفلوا عنه نظر، قال: وما تُخفي الصدور:
(١) انظر: "الصمت وآداب اللسان" لابن أبي الدنيا (ص: ٣١٢)، وعنده: "أدبت" بدل "جربت"، و"قصرت" بدل "كرهت". (٢) تقدم تخريجه. (٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ١٥١)، وأبو داود (٣١٩٤)، وتقدم نحوه، لكن لم يعزه هناك للإمام أحمد.