وقال في رواية أخرى: جاء جبريل عليه السلام فقال: "يا محمَّد! مات معاوية بن معاوية المزني، أتحب أن تصلي عليه؟ " قال: "نعَمْ"، قال: فضرب بجناحه فلم يبق من شجرة ولا أكمة حتى اتضعت له، ورفع السرير له حتَّى نظر إليه، وخلفه صفَّان من الملائكة، في كل صف سبعون ألف ملك، قال: "قلت: يا جِبْرِيْلُ! بِمَ نالَ هَذهِ الْمَنْزِلَةَ مِنَ اللهِ تَعَالَىْ؟ " قال: "بحبِّه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} [الإخلاص: ١] يقرؤها قائمًا، وقاعداً، وذاهباً، وجائيًا، وعلى كل حال" (٢).
* تنبِيهانِ:
الأَوَّلُ: روى الإِمام أحمد بإسناد حسن، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تُصَلِّيْ الْمَلائِكَةُ عَلَىْ نائِحَةٍ، وَلا مُسْتَمِعَةٍ" (٣)؛ أي: لا تصلي صلاة الميت عليهما، أو: لا تستغفر لهما.
الثَّانِيْ: وروى الدَّارقطني في "سننه" عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: صلى
(١) ورواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٥/ ٢٤٥)، قال الإِمام النووي في "المجموع" (٥/ ٢٠٧): حديث ضعيف، ضعفه الحفاظ، منهم البخاري في "تاريخه" والبيهقي. (٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٤٠)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٥/ ٢٤٦). (٣) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣٦٢). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ١٣): فيه أبو مرانة، ولم أجد من وثقه ولا جرحه، وبقية رجاله ثقات.