وذكر النوويّ في "زوائد الروضة" أن من السنة أن يتحدثوا على الطعام بما لا إثم فيه.
وقال في "الأذكار": باب استحباب الكلام على الطعام، واستدل له بما في "صحيح مسلم" عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل أهله الإدام، فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به فجعل يأكل منه، ويقول:"نِعْمَ الإِدامُ الْخَلُّ، نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ"(١).
[٣٤ - ومنها: الاستنكاف عن أكل اللقمة إذا سقطت، ونحو ذلك.]
روى ابن ماجه عن الحسن، عن معقل بن يسار قال: بينما هو -يعني: أباه معقلاً رضي الله تعالى عنه- يتغدَّى إذ سقطت منه لقمة، فتناولها فأماط ما كان فيها من أذى، فتغامز به الدهاقين، فقيل: أصلح [الله] الأمير! إن هؤلاء الدهاقين يتغامزون من أخذك اللقمة وبين يديك هذا الطعام؟
قال: لم أكن لأدع ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهذه الأعاجم؛ إنا كنا يؤمر أحدنا إذا سقطت لقمته أن يأخذها فيميط ما كان فيها من أذى، ويأكلها، ولا يدعها للشيطان (٢).
(١) رواه مسلم (٢٠٥٢). وانظر: "الأذكار" للنووي (ص: ١٨٥). (٢) رواه ابن ماجه (٣٢٧٨).