وقالوا: إن الإمامة تثبت بإجماع الأمة دون النص والنصين، وصوَّبوا أمر معاوية فيما استبد به من الأحكام قتالاً على طلب قتلة عثمان رضي الله تعالى عنه، واستقلالاً بمال بيت المال.
وقالوا: إيمان المنافقين كإيمان الأنبياء، والكلمتان ليستا بإيمان إلا بعد الردة.
وبالجملة إنهم من أخبث الفرق قبَّحهم الله تعالى (١).
***
وأما المرجئة: فهم الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، والإيمان عندهم الإقرار فقط، أو الإقرار والمعرفة.
قال وكيع: أهل السنة يقولون: الإيمان قول وعمل، والمرجئة تقول: الإيمان قول بلا عمل، والجهمية يقولون: الإيمان المعرفة. رواه اللالكائي (٢).
وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى:[ارج كل شيء] مما لا تعلم إلا الله، ولا تكن مرجئاً، واعلم أن ما أصابك من الله، ولا تكن قدرياً.
وقال: لقد تركت المرجئة هذا الدين أرق من السابري (٣). رواه أبو نعيم (٤).
(١) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ١١٠ - ١١٣). (٢) رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٥/ ١٠٠٠). (٣) السابري: ثوب رقيق جيد. (٤) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ٣٣).