ولا غيرهما لأنه أسكن للخاطر، وأجصع للفكر فيما يتعلق بالجنازة، وهو المطلوب في هذا الحال (١).
[٩٥ - ومنها: القيام للجنازة.]
روى عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي قال: أول من قام للجنائز اليهود (٢).
وروى أبو داود، والتّرمذي، وابن ماجه -وضُعِّف- عن عبادة بن الصَّامت - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا تبع جنازة لم يقعد حتى توضع في اللَّحد، فعرض له حبر فقال: هكذا نصنع يا محمد، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال:"خَالِفُوهُمْ"(٣).
وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن سخبرة الأزدي رحمه الله تعالى قال: إنا لجلوس مع علي رضي الله تعالى عنه ننتظر جنازة إذ مرت بنا جنازة، فقمنا، فقال علي رضي الله تعالى عنه: ما يقيمكم؟
فقلنا: هذا ما تأتونا به يا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: وما ذاك؟
قال: زعم أبو موسى رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(١) انظر: "الأذكار" للنووي (ص: ١٢٧). (٢) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٦٣٢١). (٣) رواه أبو داود (٣١٧٦)، والترمذي (١٠٢٠) وضعفه، وابن ماجه (١٥٤٥).