والدُّنْيا، وَما مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَمَثَلِ رَاكِبٍ نزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ سَارَ وَتَرَكَهَا". ورواه أبو الشيخ بنحوه (١).
وهو عند التِّرمذي وصححه، وابن ماجه باختصار (٢).
وروى البزار -بإسناد جيدٍ- عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم الدِّيْنارُ وَالدِّرْهَمُ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ" (٣).
وروى الخِلَعي في "فوائده" عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "هَنِيْئاً لِلْمُتَحابيِّنَ في اللهِ جَنَّاتِ عَدْنٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُرَافِقَنِي فِيْها فَلْيُنْصِفْ مِنْ نَفْسِهِ، وَمَنْ أَمْسَى وَأَصْبَحَ وَهَمُّهُ الدِّيْنارُ والدِّرْهَمُ تَكاثُرًا حَشَرَهُ اللهُ مَعَ اليَهُودِ والنَّصَارَى والَّذِيْنَ قَالُوا:{مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ}[الجاثية: ٢٤](٤).
[١٠٢ - ومن أخلاق أهل الكتاب: المباهاة بالدنيا، والتكاثر بها.]
تقدم الحديث أن بني إسرائيل لما بسطت لهم الدنيا ومهدت
(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٣٢٧)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي وآدابه" (٤/ ١٨٧). (٢) رواه مختصرًا الترمذي (٢٣٧٧) وصححه، وابن ماجه (٤١٠٩). (٣) رواه البزار في "المسند" (١٦١٢)، وكذا الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٠٦٩). وحسن الهيثمي إسناد البزار في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢٣٧)، وقال عن إسناد الطبراني (٣/ ١٢٢): فيه يحيى بن المنذر، وهو ضعيف. (٤) ورواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٦٩٤٩).