الفائِدَةُ الثَّانِيَةُ: روى الطبراني في "الأوسط" عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَنْبَغِي لِلْعالِمِ أَنْ يَسْكُتَ عَلى عِلْمِهِ مَعَ عِلْمِهِ، وَلا يَنْبَغِي لِلْجاهِلِ أَنْ يَسْكُتَ عَلى جَهْلِهِ؛ قالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[النحل: ٤٣] "(٢).
قوله:"لا يَنْبَغِي لِلْعالِمِ أَنْ يَسْكُتَ عَلى عِلْمِهِ" أي: مع علمه؛ يعني: إذا رأى ما يخالف العلم لا يسكت مع علمه بالحكم الشرعي عن الإنكار على من يخالفه.
وقوله:"ولا يَنْبَغِي لِلجاهِلِ أَنْ يَسْكُتَ عَلى جَهْلِه"؛ أي: لا ينبغي له أن يصبر على الجهل، ويرضى به لنفسه، بل يطلب العلم.
وليس معناه أن يتكلم مع الجهل، بل اللائق به أن يسكت عما يجهله وإن سئل عنه، وليس له التشبه بالعلماء حينئذ.
ولقد قال بعض الحكماء: الصمت زينة للعاقل، وستر للجاهل (٣).
(١) تقدم تخريجه. (٢) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٥٣٦٥). وضعف العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ١٧). (٣) تقدم تخريجه.