صائمًا، فلما كان عند إفطاره أتى بشربة لبن، فقال: من أين لكم هذا اللبن؟ قالوا: من شاتنا، قال: ومن أين ثمنها؟ قالوا: يا نبي الله! من أين تسأل؟ قال: إنَّا معاشرَ الرسل أُمرنا أن نأكل طيباً ونعمل صالحاً (١).
وفي "صحيح مسلم"، و "مسند الإمام أحمد"، و"جامع الترمذي" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ وَلاَ يَقْبَلُ إِلاَّ الطَّيِّبَ، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِيْنَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِيْنَ، فَقَالَ:{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}[المؤمنون: ٥١] وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}[البقرة: ١٧٢] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيْلُ السَّفَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَىْ السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ، أَشْعَثَ أَغْبَر (٢)، مَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّىْ يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ"(٣).
٣٧ - ومنها: الاهتمام بأمور الآخرة، والتفرغ عن أمور الدنيا إلا ما لابُدَّ منه.
روى ابن أبي الدنيا في "كتاب الحزن" عن قتادة رحمه الله في
(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٥٧٦٩). (٢) في مصادر التخريج: قوله: "أشعث أغبر" جاء بعد قوله: "يطيل السفر". (٣) رواه مسلم (١٥١٥)، والإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣٢٨)، والترمذي (٢٩٨٩).