فقال أبو بكر: ما أنت بنازل ولا أنا براكب؛ إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله.
ثمَّ قال: ستجد أقواماً فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر؛ فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف، الحديث (١).
قال البغوي: قوله: فحصوا عن أوساط رؤوسهم؛ أي: حلقوا مواضع منها كأفحوص القطا، وهم الشَّمامسة (٢)؛ يعني: رؤوس النصارى، جمع: شماس، وهو الذي يحلق وسط رأسه لازماً للبيعة؛ قاله في "القاموس"(٣).
٥١ - ومنها: ترك الاستتار عند الطَّهارة في الملأ، أو إبداء العورة في الناس مطلقًا.
روى الإمام أحمد، والشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كَانَتْ بَنُوْ إِسْرائِيْلَ يَغْتَسِلُونَ عُراةً يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوْا: واللهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنا إلا أَنَّهُ آدر"(٤)، فذكر الحديث، وتقدم بمعناه في التشبه بالأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام.
(١) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٤٤٧). (٢) انظر: "شرح السنة" للبغوي (١١/ ٤٩). (٣) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: ٧١٢) (مادة: شمس). (٤) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣١٥)، والبخاري (٢٧٤)، ومسلم (٣٣٩).