فَإِنَهُ يَهْدِي إِلى الفُجُوْرِ وَهُمَا في النَّارِ" (١).
وروى الإمامان مالك، وأحمد، والبخاري في "الأدب"، والنسائي، وابن ماجه، وصححه ابن حبان، والحاكم، وغيرهما، عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عَليِكُمْ بِالصدْقِ؛ فَإنهُ مَعَ البر وَهُمَا في الجَنَّةِ، وَإياكُمْ وَالكَذِبَ؛ فَإِنَهُ مَعَ الفُجُوْرِ وَهُمَا في النَّارِ" (٢).
* فائِدَةٌ سابِعَةَ عَشْرَةَ:
روى أبو داود، والترمذي، والحاكم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُؤْمِنُ غِرُّ كَرِيْمٌ، وَالفَاجِرُ خَبٌّ لئِيْم" (٣).
الخب -بفتح الخاء المعجمة، والكسر-: الْخَداع.
قابل المؤمن بالفاجر، وهو موافق لقول المحققين: إنَّ الإيمان قولٌ وعملٌ ونيةٌ.
وأراد بالمؤمن الطائع المنبعث في الطاعة، وبالفاجر العاصي
(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٩/ ٣٨٠). وحسن المنذري إسناده في "الترغيب والترهيب" (٣/ ٣٦٦). (٢) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (١/ ٣)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٧٢٤)، وابن ماجه (٣٨٤٩)، وابن حبان في "صحيحه" (٥٧٣٤) عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، وهو عند الإِمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٨٩)، والحاكم في "المستدرك" (٤٤٠) من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -. (٣) رواه أبو داود (٤٧٩٠)، والترمذي (١٩٦٤) وقال: غريب، والحاكم في "المستدرك" (١٢٨).