ومن لطائف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ما أخرجه الدينوري - أيضاً - أنه قال: من اتَّجر في شيء ثلاث مرات فلم يصب فيه، فليتحرر منه إلى غيره (٢).
قال: وقال لرجلٍ: إذا اشتريت بعيراً فاشتره عظيم الخلق، فإن أخطأك خيره لم يخطئك سوقُه (٣).
وهو معنى قول الناس: اشتر لنفسك وللسوق (٤).
* تَذْيِيْلٌ:
قد يطلق على أحد الشرين أنَّهُ خير من الآخر؛ بمعنى أنه أهون منه وأخف ضرراً، فإذا كان لابد من ارتكاب أحدهما فارتكاب الأخف خير - أي: أولى - من ارتكاب الآخر.
وبالجملة: فإطلاق الخير على الأخف مجاز ظاهر، وقد وقع من ذلك كثير في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فمن ذلك حديث المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه:"ما تَقُوْلُوْنَ فِي الزِّنَا؟ " قالوا: حرام، حرَّمه الله ورسوله، فهو
(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٢٨). (٢) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٥٠٦)، وكذا رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٣٢١٣). (٣) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٥٥٦). (٤) انظر: "مجمع الأمثال" للعسكري (١/ ٨٠).