أراد بالخير الأول الإيمان والإخلاص، وهما لم يكونا إذ ذاك في قلوب الأسارى، وإنما المراد منه الإيمان وقصده، فإن فيهم من كان يتلجلج الإيمان [في قلبه](١)؛ كالعباس - رضي الله عنه -، فإذا كانت إرادة الكافر للإيمان وقصده إياه مؤثراً في تحصيل الخير، فما ظنك بالمؤمن إذا أراد الخير ونواه؟
[وقد روى](٢) ابن جهضم عن عبد الله ابن الإمام أحمد - رضي الله عنه - قال: قلت لأبي يوماً: أوصني يا أبه، فقال: يا بني! اِنْوِ الخير؛ فإنك لا تزال بخير ما نويْتَ الخير (٣).
وروى الدينوري عن عبد الله (٤) بن زبيد - يعني: اليامي - قال: كان أبي يقول: يا بني! انو في كل شيء تريده الخير حتى خروجك إلى الكناسة (٥).
(١) طمس في "م"، والمثبت من "ت". (٢) طمس في "م"، والمثبت من "ت". (٣) وانظر: "الآداب الشرعية" لابن مفلح (١/ ١٣٣). (٤) في "م": "عبد الرحمن". (٥) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (٥٩٦).