[١١ - ومن أخلاق العجم: الدهاء -بضم المهملة والمد-.]
ويقال له: دهى على وزن رمى، وهو المكر، وجودة الرأي، كما في "الصحاح"، و"القاموس"(٢).
والمراد هنا الأوّل؛ إذ يختص الدهاء بصرف العقل إلى الشر، ولذلك قال جماعة: زيادة العقل فضيلة إلا في الشر فإنها رذيلة.
وقيل: إنَّ العقل إذا جاوز حده انقلب مذمومًا مطلقًا؛ فإنَّه يصير إلى المكر والخديعة، وهما في النار كما في الحديث.
روى الدينوري في "المجالسة" عن نافع رحمه الله تعالى قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه حين أتاه فتح القادسية: أعوذ بالله أن يبقيني بين أظهركم حتى يدركني أولادكم من هؤلاء.
قالوا: ولم يا أمير المؤمنين؟
قال: ما ظنكم بمكر العربي ودهاء العجمي إذا اجتمعا في رجل؟ (٣).
[١٢ - ومن أعمال العجم وعوائدهم القبيحة: الضرب بالعود والطنبور، وآلات اللهو، وشرب الخمور.]
ذكر هشام بن محمَّد بن السائب الكلبي في كتاب "العيدان": أنه