قال: وقال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم؛ يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار (١).
وروى الشيخان عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قالَ اللهُ تَعالَى: يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنا الدَّهْرُ بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهارُ"(٢).
وروى أبو داود عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قالَ اللهُ تَعالَى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، فَيَقُولُ: يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَلا يَقُلْ أَحَدُكُمْ يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ؛ فَإِنِّي أَنا الدَّهْرُ أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنهَارَهُ"(٣).
قال الحافظ عبد العظيم: ومعنى الحديث: أن العرب كانت إذا نزل بأحدهم نازلة أو أصابته مصيبة أو مكروه سبَّ الدهر اعتقادًا منهم أن الذي أصابه فعل الدهر كما كانت العرب تستمطر بالأنواء؛ تقول: مطرنا بنوء كذا اعتقادًا أن ذلك فعل الأنواء، فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك (٤).
[٧٩ - ومن أخلاقهم: أنهم كانوا يعتقدون أن الشمس والقمر لا تكسفان إلا لموت عظيم.]
وكذلك الحوادث العلوية كانقضاء النجم يعتقدون أنه لميلاد أو
ممات.
(١) رواه الطبري في "التفسير" (٢٥/ ١٥٢)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٢٩٢)، والحاكم في "المستدرك" (٣٦٩٠) مرفوعًا. (٢) رواه البخاري (٤٥٤٩)، ومسلم (٢٢٤٦). (٣) رواه أبو داود (٥٢٧٤) باللفظ السابق، وهذا اللفظ هو إحدى روايات في مسلم (٢٢٤٦). (٤) انظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (٣/ ٣١٧).