التابعين سعيد بن المسيب؛ فإن مرادهم أن سعيد أفضل في العلوم الشرعية كالحديث، والتفسير، والفقه، ونحوها، لا في الخير عند الله تعالى (١).
* فائِدَةٌ خامِسَةٌ وَسَبْعونَ:
روي عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال: أهل الصلاح والحسبة من المؤذنين أول من يكسى يوم القيامة. نقله ابن سيد الناس في "شرح الترمذي "(٢).
والمراد أنهم أول من يكسى بعد الأنبياء والصديقين والشهداء، وأول من يكسى مطلقاً إبراهيم، ثم نبينا - صلى الله عليه وسلم -.
روى الشيخان، والترمذي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"أَيُّها النَّاسُ! إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ إِلَى اللهِ حُفاةً مُشاةً عُراةً غُرْلاً - ثم قرأ:{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}[الأنبياء: ١٠٤] الآية - وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنَ الْخَلائِقِ إِبْراهِيمُ عَلَيهِ السَّلامُ"(٣).
وروى الإمام عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد؛ كلاهما في "الزهد"، وأبو يعلى عن علي رضي الله تعالى عنه قال: أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام قبطيتين، ثم يكسى النبي - صلى الله عليه وسلم - حَبِرة
(١) انظر: " شرح مسلم " للنووي (١٦/ ٩٥). (٢) ورواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (٢٣٤٢). (٣) رواه البخاري (٣١٧١)، ومسلم (٢٨٦٠)، والترمذي (٢٤٢٣).