وهو معنى ما اشتهر على الألسنة: لا تكرهوا الفتن؛ فإن بها حصاد المنافقين.
وقد أنكر هذا اللفظ الأئمة.
نعم، روى ابن أبي شيبة، وأبو نعيم، والديلمي عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَكْرَهُوا الْفِتْنَةَ في آخِرِ الزَّمانِ؛ فَإِنَّها تبيرُ الْمُنافِقِينَ"(١)؛ أي: تهلكهم.
قال السخاوي: وهو ضعيف، انتهى (٢).
قلت: والحكمة في ذلك أن تبير الفتنة إنما يتبر بها ليتبر مال غيره أو نفسه، فعادت عليه الإبارة والإهلاك عقوبة له، وهذا قد يشاهد في الفتن كثيرًا.
[٣٢ - ومنها: الخديعة، والمكر، واللؤم.]
وهما من الكبائر.
قال الله تعالى في المنافقين:{يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}[البقرة: ٩].
وروى البيهقي في "الشعب" عن قيس بن سعد رضي الله تعالى
(١) رواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (٢/ ٧٦)، والديلمي في "مسند الفردوس" (٧٣٩٠). قال ابن حجر في "فتح الباري" (١٣/ ٤٤): رواه أبو نعيم وفي سنده ضعيف ومجهول، ونقل عن ابن بطال رد الحديث. (٢) انظر: "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص: ٧٢٢).