وروى الخطيب البغدادي في كتاب "شرف أصحاب الحديث" عن أبي بكر أحمد بن عبد الرحمن النسفي المقرئ قال: كان مشايخنا يسمون أبا بكر بن إسماعيل أبا ثمود؛ لأنه كان من أصحاب الحديث، فصار من أصحاب الرأي؛ يقول الله تعالى:{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}[فصلت: ١٧](١).
قلت: وهذا استنباط حسن.
أو معنى:{فَهَدَيْنَاهُمْ}: دلَلْناهم على الحق والخير بنبينا صالح، فكان ينص الدين لهم عن وحي، وهم يختارون رأي أنفسهم على نصه والاقتداء به، ولذلك قال الله تعالى حكاية عنه: {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (٦٣)} [هود: ٦٣].
والبينة هي المشافهة بالوحي المفيدة لليقين، ومكافحة الحق.
ففيه تربية لهم، وتخويف من العصيان الحاصل بمخالفة النص.
=مخاصمًا"، وزاد البيهقي: "كفى بك إثما أن لا تزال ممارياً". ورواه بلفظ الأصل: الدارمي في "السنن" (٢٩٣) عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -. (١) رواه الخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث" (ص: ٥٧)