وآل أمر الزيدية آخرًا إلى أن قالوا: لا تجوز إمامة المفضول، وطعنوا في الصّحابة طعن الإمامية، وافترقوا ثلاث فرق:
إحداها: الجارودية.
أصحاب ابن الجارود زياد بن المنذر الهمداني الكوفي الأعمى.
قالوا: نصّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - على إمامة علي رضي الله تعالى عنه وصفًا ولم يسمه، وخطؤوا الصّحابة حيث لم يتعرفوا ذلك الوصف، ويطلبوا ذلك الموصوف، وإنما نصبوا أبا بكر باختيارهم، فكفَّروهم بذلك، وخالفوا إمامهم زيد في هذه المقالة، وتبرؤوا من أبي بكر وعمر، وقالوا: علي أفضل الخلق، وقالوا: الإمامة مقصورة على ولد فاطمة.
ثمّ اختلفوا في تعيين الإمام بعد الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما من أولادهما.