قال: قال آدم عليه السلام: كنا نسلاً من نسل الجنة فسبانا إبليس بالمعصية إلى الدنيا، فليس لنا فيها إلا الهم والحزن حتى نرد إلى الدار التي خرجنا منها (١).
وقال: حدثني عمر بن بكير النحري عن شيخ من قريش قال: كان إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام لا يرفع طرفه إلى السماء إلا اختلاسًا، ويقول: اللهم نَعِّم عيشي في الدنيا بطول الحزن فيها (٢).
وروى هو والطبراني، والحاكم في "المستدرك" عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِيْنٍ"(٣).
٤٤ - ومنها: الرجاء والطمع في رحمة الله، والرغبة فيما عنده (٤).
قال ابن زيد رحمه الله: أي: طمعًا وخوفًا، وليس ينبغي لأحدهما
(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: ٣٠). (٢) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: ٧٦). (٣) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: ٢٨)، والطبراني في "مسند الشاميين" (١٤٨٠)، والحاكم في "المستدرك" (٧٨٨٤) وصححه، وتعقبه الذهبي بقوله: مع ضعف أبي بكر - بن أبي مريم - منقطع. (٤) كرّر المصنف - رحمه الله - ما كان ذكره برقم (٣٨) حيث قال هناك: ومنها الرجاء والطمع في رحمة الله تعالى، ثم ذكر هناك بعضًا مما سرده هنا.