للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ مَنَّ عَلَيْهِ رَبُّهُ بِالرِّفْقِ ... فِي كُلِّ أُمُورِهِ وَحُسْنِ الْخُلْقِ

بِالرَّاحَةِ وَالْخَيْرِ غَدا مُغْتَبِطاً ... فِي النَّاسِ وَحَسُنَ حالُهُ فِي الْخَلْقِ

وروى أبو نعيم عن سفيان بن عيينة قال: دخل أبو حازم رحمه الله تعالى على أمير المدينة، فقال له: تكلم.

فقال له: انظر الناس ببابك؛ إن أدْنيت أهل الخير ذهبَ أهل الشر، وإن أدْنيت أهل الشر ذهب أهل الخير (١).

وعن أبي حازم: أن رجلاً قال له: ما شكر العينين يا أبا حازم؟

قال: إن رأيت بهما خيراً أَعْلنته، وإن رأيت بهما شراً سترته.

قال: فما شكر الأذنين؟

قال: إن سمعت بهما خيراً وَعَيته، وإن سمعت بهما شراً وقيته.

قال: فما شكر اليدين؟

قال: لا تأخذ بهما ما ليس لهما، ولا تمنع حقاً لله عز وجل هو فيهما.

قال: ما شكر البطن؟

قال: أن يكون أسفله طعام وأعلاه علم.

قال: فما شكر الفرج؟

قال: كما قال الله تعالى: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} إلى قوله: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: ٦ - ٧].


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>