والتقدير: بيدك الخير والشر، حذف ذكر الشر للعلم به وتعليماً لنا كيف نتأدب في خطاب الله تعالى، ولا سبيل إلى غير ذلك لأنه يقول بعد ذلك:{إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[آل عمران: ٢٦]، والشيء شامل للخير والشر.
وقد قال أولاً:{وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ}[آل عمران: ٢٦]، والإذلال كله أو بعضه من الشر الذي هو بيده سبحانه وتعالى.
وأما قوله تعالى حكايةً عن الجن:{وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}[الجن: ١٠] فإنما حذف الفاعل في قوله: