{أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ}، والمُريد هو الله تعالى تأدباً مع الله تعالى، وأظهره في قوله:{أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} مذكوراً باسم الرب مضافاً إليهم مبالغة في الثناء عليه، وإشارةً إلى أن إرادة الرشد بهم من تمام ربه إياهم وكمال تربيته لهم ورحمته عليهم، وقد جاء إسناد إرادة الشر إلى الله تعالى إيثاراً للبيان ومبالغة في العِظَة.
وما رواه الترمذي، والحاكم وصححه، عن أنس، والطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي في "الشعب" عن عبد الله بن مغفل، والطبراني في "الكبير" عن عمار بن ياسر، وابن عدي في "الكامل" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم قالوا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيرًا عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوْبَةَ فيْ الدُّنْيَا، وإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ شَرًّا أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(١).
ورواه أبو نصر السجزي في "الإبانة" عن حبان بن أبي جَبَلة رضي الله تعالى عنه، والديلمي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أنَّ
(١) رواه الترمذي (٢٣٩٦)، والحاكم في "المستدرك" (٨٧٩٩) عن أنس -رضي الله عنه-. والحاكم في "المستدرك" (٨١٦٦) والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٨١٧)، وكذا الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٨٧)، وابن حبان في "صحيحه" (٢٩١١) عن عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه-. وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ١٩٢): إلى الطبراني عن عمار ابن ياسر -رضي الله عنه-، وقال: إسناده جيد. وابن عدي في "الكامل" (٥/ ١٨٨) وضعفه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.