للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: ٧].

وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: ٤٦]؛ أي: بذي ظلم لهم، فالعبد مبتلى بالخير والشر، وإنما ينجو من الفتنة فيهما بالتوفيق للطاعة، والتقوى من الله تعالى ثم بالتقوى.

وقد سبق في الحديث: "مَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوْقَهُ" (١).

وطريق توقية الشر حسم مواده عنه؛ بأن يقطع عنه شهوات نفسه إلا ما احتاج إليه في معاشه المُعين له على صلاح معاده من طعام أو شراب، أو نكاح، أو غير ذلك.

وأصل الاسترسال في الشهوات المؤدية إلى الهلاك ومنبعها شهوة الطعام والشراب، ولذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ" (٢).

ثم يرغب في مخالطة أهل الخير ما دامت المخالطة خيراً، وما دامت تدعو إلى خير، فاذا تجاوز ذلك فليس له خير من الاعتذار عنهم.

ويرهب ويبعد عن مخالطة أهل الشر، ومن فيه مظنة الشر إلا إذا


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه الترمذي (٢٣٨٠)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (٣٣٤٩) عن المقدام بن معد يكرب -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>