وفي قوله تعالى في الآية:{وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} تهييجٌ، وإرشاد إلى طلب ما عنده بالإعراض عما به الفتنة، ولذلك أعقبه بقوله تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، وهذا من لطفه سبحانه وتعالى بالمؤمنين؛ إذ لم يكلفهم فوق استطاعتهم من تقواه؛ قال:{وَاسْمَعُوا} أي: الأمر والنهي، {وَأَطِيعُوا}؛ أي: بالائتمار والانتهاء، {وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[التغابن: ١٦]؛ وفيه إشارة إلى أن الافتتان بالدنيا يكون من قِبَل شح النفس، فالفتنة من النفس في نفس الأمر.
قال الله تعالى:{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}[طه: ١٣١] أمر بالإعراض عن زهرة الدنيا وزينتها مخافة الفتنة.
وقال الله تعالى:{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[الكهف: ٧].
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٣٥٤)، وأبو داود (١١٠٩)، والترمذي (٣٧٧٤) وحسنه، والنسائي (١٥٨٥)، وابن ماجه (٣٦٠٠). (٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ١٨٦).