كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

فصل - ١٧ - ومنها: اصطناع المعروف على أنواع؛ كالقرض، وقيادة الأعمى، وإسماع الأصم، ومساعدة المسلم على حمل حاجته، وقضائها، وتحميل دابته، وإمساك الركاب له، ونحو ذلك، وقد تقدم منه كثير - ج: 2 - ص: 398

الدَّرداء رضي الله تعالى عنهم (١).

وروى الحاكم عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صَنَائِعُ الْمَعْرُوْفِ تَقِيْ مَصاعَ السُّوْءِ وَالآفَاتِ وَالْهَلَكاتِ؛ وَأَهْلُ الْمَعْرُوْفِ فِيْ الدُّنْيا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوْفِ فِيْ الآخِرَةِ" (٢).

وروى ابن أبي الدنيا، والقضاعي عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فِعْلُ الْمَعْرُوْفِ يَقِي مَصارِعَ السُّوْءِ" (٣).

وروى أبو الشيخ في "الثواب" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الْمَعْرُوْفِ بابٌ مِنْ أَبْوابِ الْجَنَّةِ، وَهُوَ يَدْفَعُ مَصارعَ السُّوْءِ" (٤).

وروى الطبراني في "الأوسط" عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اسْتِتْمامُ الْمَعْرُوْفِ أَفْضَلُ مِنِ ابْتِدائِهِ" (٥).

---

(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٣١٩) عن أبي هريرة، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٢/ ٢٤٤) عن علي، و (١٠/ ٤٢٠) عن أبي الدَّرداء رضي الله تعالى عنهم.
(٢) رواه الحاكم في "المستدرك" (٤٢٩).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (ص: ٢٢)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٠١).
(٤) قال المناوي في "فيض القدير" (٦/ ٢٧٤): وفيه محمد بن القاسم الأزدي، قال الذهبي في "الضعفاء": كذبه أحمد.
(٥) رواه الطبراني في "المعجم الصغير" (٤٣٢)، وكذا عزاه إليه الهيثمي في=