وقد استوفى النووي رحمه الله تعالى أدلة هذا الفصل في كتابه (٢) وغيره، وتقدم الكلام على بعضها، ولعل بقيتها نذكرها - أو أكثرها - في أثناء كتابنا هذا.
وروى ابن أبي الدُّنيا في كتاب "المداراة" قال: حدثني محمَّد بن الحسين قال: حدَّثني الأصمعي قال: لما حضرت جدي علي بن الأصمع الوفاة جمع بنيه فقال: أي بَنِيَّ! عاشروا الناس معاشرةً إن غبتم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم (٣).
وروى أبو نعيم عن محمَّد ابن الحنفية رحمه الله تعالى قال: ليس بحكيم من لم يعاشر بمعروف من لا يجد من معاشرته بداً، حتى يجعل الله له فرجاً ومخرجاً (٤).
(١) روى البخاري (٦٧٢٥)، ومسلم (١٨٣٩) واللفظ له. (٢) يعني: "رياض الصالحين" (ص: ١٤١). (٣) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "مداراة الناس" (ص: ٤٦)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص: ٢٨). (٤) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ١٧٥)، ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (٨٨٩).