تعالى عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لَيْسَ مِنْ أمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيْرَنَا، وَيرْحَمْ صَغِيْرَنَا، وَيعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ"(١).
وروى الترمذي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخاً لِسِنِّهِ، إِلَّا قَيَّضَ اللهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ"(٢).
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن ثابت البُنَاني رحمه الله تعالى قال: جاء رجل إلى عِمران بن حُصَين رضي الله تعالى عنه فقال: يا أبا نُجيد! ألا ترى إلى أبي بَرزة الأسلمي رضي الله تعالى عنه يلبس الصوف؟ قال: يرحم الله أبا برزة، وإننا مثل أبي برزة؟ قال: ثم انطلق إلى أبي برزة، فقال: يا أبا برزة! ألا ترى إلى عمران بن حصين يلبس الخَزَّ؟ قال: يرحم الله أبا نجيد، وإننا مثل أبي نجيد؟ (٣)
قلت: فكذلك ينبغي حمل حال العلماء على الكمال خصوصاً من بعضهم لبعض، إلا أن يتظاهر أحدهم بمعصية، فيجب الإنكار عليه.
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٣٢٣). وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٢٧) إلى الطبراني في "المعجم الكبير" وحسن إسناده. (٢) رواه الترمذي (٢٠٢٢) وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد ابن بيان. قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص: ٥٧٢): هو وشيخه ضعيفان، وقد رواه حزم بن أبي حزم القطعي عن الحسن البصري من قوله. (٣) ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٢/ ٩٩).