والعاقل إذا طالع هذه الحقيقة لم يتأخر عن التوبة طرفة عين.
وروى ابن ماجه في كتاب الزهد من "سننه" بإسناد حسن، عن البراء رضي الله تعالى عنه قال: كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فجلس على شفير القبر يبكي حتى بلَّ الثرى، ثمَّ قال:"يَا إِخْوَانيْ! لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوْا"(٢).
أي: لمثل هذا المصرع فأعدوا؛ أي: تأهَّبوا وخذوا له عُدَّة، وهي ما يُعدَّ للحوادث.
وروى الخطيب عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: وجدت جمجمة في الجاهلية مكتوب عليها: [من مجزوء الخفيف]
وروى العسكري في "المواعظ" عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: حدثني شيخ لنا قال: مررت بقبر فإذا على جانبه:
أُذْنَ حَيٍّ تَسَمَّعِي ... البيتين.
(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥٥٠٥). (٢) رواه ابن ماجه (٤١٩٥). وحسن المنذري إسناده في "الترغيب والترهيب، (٤/ ١٢٠). (٣) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٢/ ٣٥).