وشطب -بالفتح- قد ذكره غير واحد في الصحابة، إلَّا أن البغوي ذكر في "معجمه": أن الصواب عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير -مُرسلاً-: أنَّ رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - شطبًا، فقال الحديث.
والشطب في اللغة: الممدود، فصحفه بعض الرواة، فظنه اسم رجل (٢).
وقوله: لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها؛ فالداجة فيه من الدَّج، وهو الإسراع والدبيب في السير.
قال ابن السكيت: ولا يقال: يدجون حتى يكونوا جماعة، ولا يقال ذلك للواحد، وهم الداجة، والدج.
قال: الداج، والداج: الأعوان والمُكَارون (٣).
وفي الحديث:"هَؤُلاءِ الداجُّ، وَلَيْسُوا بِالْحاجِّ"، [وأمَّا الحديث:"ما تركتُ من حاجَةٍ ولا داجَةٍ إلا أَتيْتُ"] (٤) فكان حق الداجة في الحديث
(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٧٢٣٥). (٢) انظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (٤/ ٥٥)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٣/ ٣٤٩). (٣) انظر: "إصلاح المنطق" لابن السكيت (ص: ٤١٤). (٤) ما بين معكوفتين زيادة من "الصحاح".