قلت: وفي غير هذه الرواية: أنَّ الأول يسترزق الله للبشر، والثاني يسترزقه للبهائم، والثالث للطير، والرابع للسباع.
وتقدم في التشبه بالملائكة: أنَّ إسرافيل عليه السلام على صورة ديك.
وفي قوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}[فاطر: ١] إشارة إلى أن الملائكة على صورة الطير، والأحاديث الواردة في أرواح الشهداء أنَّها في صور طير مشهورة.
وروى ابن أبي شيبة، والطبراني عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: أرواح المؤمنين في جوف طير خُضر كالزرازير يتعارفون، ويرزقون من ثمر الجنة (١).
وروى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: لوددت أني طير في منكبي ريش (٢).
يحتمل معنيين:
(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٣٩٧٨) عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -. ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٢٩٠) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٣٢٩): رواه الطبراني في "الكبير" - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - وفيه يحيى بن يونس، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. (٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٥٢٠).