وروى الإمام أحمد في "الزهد"، وأبو الشيخ بن حيان في "تفسيره"، وأبو نعيم عن وهب قال: لما أمر نوح عليه السلام أن يحمل من كل زوجين اثنين قال: يا رب! كيف أصنع بالأسد والبقرة؟ وكيف أصنع بالعناق والذئب؟
وكيف أصنع بالحمام والهر؟
قال: من ألقى بينهم العداوة؟
قال: أنت.
قال: فإني أؤلف بينهم حتى لا يتضارون (١).
وروى أبو يعلى، والبزار، والحاكم، وأبو نعيم، والبيهقي عن سفينة رضي الله تعالى عنه مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ركبت سفينة في البحر فانكسرت، فركبت لوحاً، فأخرجني إلى أجمة فيها أسد، فأقبل إليَّ، فقلت: أنا سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكنت تائهاً، فجعل يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق، ثم هَمْهَم، فظننت أنه السلام (٢).
ولهذه القصة طرق، وتقدمت قصة ابن عم - رضي الله عنهما - مع الأسد (٣).
وروى اللالكائي في كرامات الأولياء من كتاب "شرح السنة" عن
(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٤٣)، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٤/ ٤٢٤). (٢) تقدم تخريجه. (٣) تقدم تخريجه.