قال: فتبعت المرأة وقلت لها: إن لم تقولي لي ما قال وإلا قتلتك.
فضحكت، وقالت: أراد قول ابن الجهم: [من الطويل]
عُيُونُ الْمَها بَيْنَ الرُّصافَةِ وَالْجِسْرِ ... جَلَبْنَ الْهَوى مِنْ حَيْثُ أَدْرِي وَلا أَدْرِي
وأردت أنا قول المعري: [من الطويل]
فَيا جدارَها بِالْخَيْفِ إِنَّ مَزارَها ... قَرِيبٌ وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ أَهْوالُ (١)
وقد أفصحت هذه القصة عن أدب في تلك المرأة، وفطنة وفضيلة، وعفة وصيانة.
وهذا هو الذي ينبغي لكل ذي جمال؛ فإنه بذلك يكون كماله إذ يجمع بذلك بين جمال الظاهر وجمال الباطن.
ولذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِيْ فَحَسنْ خُلُقِيْ".
رواه الإمام أحمد من حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه (٢).
وروى البيهقي في "الشعب " عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ آتَاهُ الله وَجْهًا حَسَناً وَاسْمًا حَسَناً،
(١) انظر: "الأذكياء" لابن الجوزي (ص: ٢٣٢).(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٤٠٣)، وكذا ابن حبان في "صحيحه" (٩٥٩).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute