للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنَ الْعَدُوِّ - يعني: الشيطان - إِيْعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيْبٌ بِالحَقِّ" (١).

وهذا هو القدر الذي يملكه الشيطان من قلب العبد، ولا يقدر على إحداث ضلال فيه ولا شر، وإنما إضلاله وإغواؤه تزيين ووعد وإشارة بما يُوافق الهوى، ولذلك يقول يوم القيامة لمن ضلوا: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} [إبراهيم: ٢٢].

وقال الله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٦٨].

ثم عرفنا طريق النجاة منه بقوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ} [الناس: ١ - ٤].

وروى ابن أبي شيبة عن مطرف بن عبد الله رحمه الله تعالى قال: لو كان لي نفسان لقدَّمْتُ إحداهما قبل الأخرى، فإن هجمت على شيء اتبعتها الأخرى وإلا أمسكتُها، ولكن أنا في نفس واحدة ما أدري على ما تهجم خير أو شر (٢).

وعنه أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر السلطان، ومن شر ما تجري به أقلامهم (٣).


(١) رواه الترمذي (٢٩٨٨) وقال: حسن غريب.
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥١٢٢).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>