قلت: وقد صرح النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا المعنى الأخير فيما رواه أبو داود، والنسائي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ البَعِيْرُ، وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ"(٢).
وقوله: وإقعاء كإقعاء الكلب؛ وَرَدَ النهيُ عنه في أحاديث أُخر.
روى الترمذي عن علي رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له:"يَا عَلِيُّ! أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِيْ؛ لا تُقْعِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ"(٣).
ورواه ابن ماجه، ولفظه:"لا تُقْعِ إِقْعَاءَ الكَلْبِ"(٤).
وروى ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: نهاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - أن أقعي كإقعاء القرد (٥).
وروى الإِمام أحمد، وأبو داود، والحاكم وصححه، والبيهقي
(١) انظر: "شرح السنة" للبغوي (٣/ ١٦٢). (٢) رواه أبو داود (٨٤٠)، والنسائي (١٠٩١)، وبنحوه عند الترمذي (٢٦٩) وقال: غريب، وفيه عبد الله بن سعيد المقبري، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره. (٣) رواه الترمذي (٢٨٢) وقال: وقد ضعف بعض أهل العلم الحارث الأعور. (٤) رواه ابن ماجه (٨٩٥). وفيه الحارث الأعور أيضًا. (٥) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٩٣٢)، والإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢٦٥).