فأما تشبه أهل الحضر بأهل البدو، فإنه في الأصل مكروه لما فيه من الجفاء.
روى الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي وحسنه، والنسائي، والبيهقي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَكَنَ البادِيَةَ جَفا وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ أَتى السُّلْطانَ افْتُتِنَ"(٢).
وروى أبو داود، والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ بَدا جَفا، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ أَتى أَبْوابَ السُّلْطانِ افْتُتِنَ، وَما ازْدادَ أَحدٌ مِنَ السُّلْطانِ قُرْباً إِلاَّ ازْدادَ مِنَ اللهِ بُعْداً"(٣).
قال في "الصحاح" في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ بَدا جَفا": أي: من نزل البادية صار فيه جفاء (٤).
(١) انظر: "المصباح المنير" للفيومي (١/ ١٤٠) (مادة: حضر). (٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٣٥٧)، وأبو داود (٢٨٥٩)، والترمذي (٢٢٥٦) وقال: حسن صحيح غريب، والنسائي (٤٣٠٩)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٤٠٢). (٣) رواه أبو داود (٢٨٦٠)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٤٠٣). (٤) انظر: "الصحاح" للجوهري (٦/ ٢٢٧٨)، (مادة: بدا).