قال النووي رحمه الله تعالى في "الأذكار": فإذا عطس ولم يحمد الله، ولم يسمعه الإنسان، لم يشمته، فإن كانوا جماعة فسمعه بعضهم دون بعض، فالمختار أن يشمته من سمعه دون غيره.
ثم قال: واعلم أنه إذا لم يحمد أصلاً يستحب لمن عنده أن يذكره بالحمد، هذا هو المختار (٢). انتهى.
قال البغوي رحمه الله تعالى: حكي أن رجلاً عطس عند الأوزاعي فلم يحمد الله، فقال الأوزاعي: كيف تقول إذا عطست؟ قال: أقول: الحمد لله، قال: يرحمك الله، قال: فأراد الأوزاعي رضي الله تعالى عنه أن يستخرج منه الحمد، فقال: يرحمك الله إن كنت حمدت (٣).
وقال النووي في "شرح المهذب": قال أصحابنا: وإنما يسن التشميت إذا قال العاطس: "الحمد لله"، فإن لم يقل:"الحمد لله" كره
(١) رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص: ٢٢٦)، والطبراني في "المعجم الأوسطه" (٣٣٧١) وقال: لم يرفعه عن عطاء بن السائب إلا صباح بن يحيى، ورواه أيضاً البخاري في "الأدب المفرد" (٩٢٠). قال الحافظ في "فتح الباري" (١٠/ ٦٠٠): وللمصنف - يعني: البخاري - أيضاً في "الأدب المفرد" والطبراني بسند لا بأس به. ثم ذكر الحديث. (٢) انظر: "الأذكار" للنووي (ص: ٢١٥). (٣) انظر: "شرح السنة" للبغوي (١٢/ ٣١٢).