وروى ابن أبي الدنيا عن عروة بن الزبير رضي الله تعالى عنه قال: ليس العاقل الذي يتحيَّل في الأمر الذي يقع فيه حتى يخلُص منه، ولكن العاقل الذي يتوقى الأمور حتى لا يقع فيها (٢).
قلت: ومن ثم قال الشافعي رحمه الله تعالى: لا يدخل في الوصية أحمق أو لص. رواه أبو نعيم في "الحلية"(٣).
ومن هذا القبيل - أعني: عدم النظر في العواقب - الذي هو من أحوال الحمقى والنوكى أن يكون الإنسان كامل الشهوة، واجداً لطَول الزوجة، ولا يتزوج.
روى عبد الرزاق عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنه قال لرجل: أتزوجت؟
قال: لا.
قال: إما أن تكون أحمق، وإما أن تكون فاجراً (٤).
وروى هو وابن أبي شيبة عن إبراهيم بن ميسرة قال: قال لي
(١) انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (٤/ ٣٩٩). (٢) ورواه ابن أبي الدنيا في "العقل وفضله" (ص: ٥٩). (٣) ورواه ابن القيسراني في "المؤتلف والمختلف" (ص: ١٠٣). (٤) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (١٠٣٨٣).