وكان محمد بن كرام يتزهد ويتقشف، وكان معه جماعة من الفقراء، وكان يلبس مُسُك ضأن مدبوغاً غير مَخِيط، وعلى رأسه قَلَنْسوة بيضاء، وقد نصبت له دكان من لبن، وكان تطرح له قطعة فرو يجلس عليها يعظ ويذكر، وكان مع ذلك مجسماً مبتدعاً، قام عليه الحافظ أبو سعيد الدارمي، وطرده من هَرَاة.
وقال هو وأصحابه: إن إلههم مستقر على العرش استقراراً، وهو في جهة فوق ذاتاً، وأنه أحدي الذات يماسُّ العرش من الصفحة العليا، ينتقل وينزل.
ثم كان منهم طائفة غالية أطلقوا عليه لفظ الجسم، ثم اختلفوا؛ فقيل: يتناهى من الجهات الست، وقيل: من جهة تحت فقط، وقيل: لا يتتابع لأنه عظيم.
وطائفة مقاربة قالوا: إن قلنا: إنه جسم، فالمراد أنه قائم بذاته، وإن قلنا:(فوق) فالمراد العلو، وقالوا في الاستواء: إنه مع نفي المجاورة، والمماسة، والتمكين بالذات (١).