وروى الخطيب في "رواة مالك" - وقال: حديث غريب جداً - عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: لما مرض أبي أوصاني أن يؤتى به قبر - صلى الله عليه وسلم -، ويقال: هذا أبو بكر يدفن عندك يا رسول الله، فإن أذن لكم فادفنوني، وإن لم يؤذن لكم فاذهبوا بي إلى البقيع، فأتي به إلى الباب، فقيل: هذا أبو بكر، وقد اشتهى أن يدفن عندك يا رسول الله، وقد أوصانا: إن أُذِنَ لنا دخلنا، وإن لم يؤذن لنا انصرفنا، فنودينا؛ أي: ادخلوا وكرامة.
وروى أبو نعيم في "دلائل النبوة" عن سعيد بن المسيب قال: لقد رأيتني ليالي الحَرَّة وما في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيري، وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الأذان من القبر (١).
وروى الأصهباني عن إبراهيم بن شيبان قال: حججت في بعض السنين فجئت المدينة، فتقدمت إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلمت عليه، فسمعت من داخل الحجرة: وَعَلَيْكَ السَّلامُ.
وقد قلت في المعنى:[من الخفيف]
إِنَّما قامَتِ الأَدِلَّةُ بِالنَّصِّ ... عَلَىْ وِفْقِ ما أَفادَ الشُّهُوْدُ
= "مجمع الزوائد" (٨/ ٢١١): هو في الصحيح باختصار، رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. (١) ورواه اللالكائي في "كرامات الأولياء" (١/ ١٦٦).