يقال: درس الرسم دروسًا: عفا وانمحى، ودرسَتْه الريح، يكون لازمًا ومتعديًا.
وحقيقة الدروس الذهاب قليلاً قليلاً، وشيئًا بعد شي.
والمعنى: إن الإِسلام تنقص أموره وتذهب واحدًا بعد واحد حتى يؤول الأمر إلى الجاهلية، وأول الإمارات غرابة الإِسلام كما في الحديث:"بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيُعُودُ غَرِيبًا كَما بَدَأَ"(١).
ثم ذهابه -والعياذ بالله تعالى- بالكلية حتى لا يبقى من يقول: لا إله إلا الله، وهي آخر ما يبقى منه، فعليهم تقوم الساعة.
وروى محمَّد بن نصر عن الليث بن سعد رضي الله تعالى عنه: إنما يرفع القرآن حين يقبل الناس على الكتب -أي: المخالفة له، أو المكتوبة برأيهم، وبما يستحسنونه -ويكُبُّون عليها، ويتركون القرآن (٢).
• • •
(١) رواه مسلم (١٤٦) عن ابن عمر - رضي الله عنهما -. (٢) رواه محمَّد بن نصر كما في "مختصر قيام الليل" (ص: ٢٧٧)، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٣٣٥).