الأول: أنه على سبيل الفرض إشارة إلى أن هذا الاعتقاد لا يخلو الناس أن يكون فيهم من يعتقده ويقوله.
والثاني: أن يكون فيه معجزة من حيث إنه إشارة أو إخبار بأنه أمر يأتي آخر الزمان بحبس المطر سبعًا، ثم يرسل فيقول قائل ذلك.
قال جابر السُّوائي رضي الله تعالى عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"أَخافُ عَلى أُمَّتِي ثَلاثًا؛ اسْتِسْقاءَكُمْ بِالأَنْواءِ، وَحَيْفَ السُّلْطانِ، وَتَكْذِيبًا بِالْقَدَرِ". رواه ابن جرير (١).
وأخرجه الإمام أحمد، والطبراني في "الكبير" عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه، ولفظه:"ثَلاثٌ أَخافُ عَلى أُمَّتِي؛ الاسْتِسْقاءُ بِالأَنْواءِ، وَحَيْفُ السُّلْطانِ، وَالتَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ"(٢).
وروى البخاري في "تاريخه" - وقال: في إسناده نظر - والطبراني في "الكبير"، وآخرون عن مصعب بن عبيد الله بن جنادة بن مالك
(١) انظر: "الدر المنثور" (٨/ ٣١). (٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٨٩)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٨٥٣)، وكذا ابن أبي عاصم في "السنة" (١/ ١٤٢)، والبزار في "المسند" (٤٢٨٨) وقال: لا نعلمه يروى من إلا من هذا الوجه، ومحمد ابن القاسم لين الحديث، وقد احتفل حديثه أهل العلم ورووا عنه. قلت: وجابر بن سمرة هو السُّوائي، ولعل المصنف - رحمه الله - ظنهما اثنين، فكرر الحديث لذلك، والله أعلم.