ثم كان من أول ما بينه - صلى الله عليه وسلم - أول ما يكون في اليوم الآخر من نفخ الصور، فقال تعالى:{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ}[المدثر: ٨]، وهو الصور كما أخرجه المفسرون عن ابن عباس، وغيره (٢).
{فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكَافِرِينَ} [المدثر: ٩، ١٠] بيَّن أن يوم القيامة آتٍ، وأول هول فيه النفخ في الصور، والنقر في الناقور، وإنما عسره إنما هو على الكافر خاصة، وهو الذي ارتكب ما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بخلافه من أحوال أهل الجاهلية، وإنما ينجو من عسره وهوله المؤمن الذي نفعته نذارة النبي - صلى الله عليه وسلم -، واتبعه على ما هو عليه.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لما نزلت: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ}[المدثر: ٨]، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَيْفَ أَنْعَمُ وَقَدِ الْتَقَمَ صاحِبُ الْقَرْنِ - يَعْنِي الصُّور - حَنَى جَبْهَتَهُ يَنتظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ"؟
(١) ورواه الطبري في "التفسير" (٢٩/ ١٥٠). (٢) رواه الطبري في "التفسير" (٢٩/ ١٥١)، وذكره البخاري (٥/ ٢٣٨٨) معلقاً.