فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَقُوْلُوا هَذا؛ فَإِنَّ فِراشَ كِسْرَى [وقيصر] في النَّارِ، وَإِنَّ فِرَاشِي هَذا عاقِبَتُهُ إلَى الْجَنَّةِ"(١).
وروى الحاكم وصححه على شرط مسلم، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال عمر - رضي الله عنه -: استأذنت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخلت عليه في مشربة -أي: غرفة- وإنَّه لمضطجع على خصفة، إن بعضه لعلى التراب، وتحت رأسه وسادة محشوة ليفًا، وإن فوق رأسه لإهابًا عطنًا، وفي ناحية المشربة قرط، فسلَّمت عليه، فجلست، فقلت: أنت نبي الله وصفوته، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير؟
وروى مسلم، والنسائي عن عبد الله بن عكيم قال: كنَّا عند حذيفة رضي الله تعالى عنه بالمدائن، فاستسقى دهِقاناً، فجاءه بماء في إناء من فضة، فحذفه به حذيفة -وكان رجلًا فيه حدة- فكرهوا أن يكلموه، ثمَّ التفت إلى القوم، فقال: أعتذر إليكم من هذا؛ إني كنت تقدّمت إليه أن لا يسقيني في هذا، ثمَّ قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام فينا فقال: "لا تَشْرَبُوا في آنِية الذَّهَبِ والفِضَّةِ، وَلا تَلْبَسُوا الدِّيْباجَ والْحَرِيْرَ؛ فَإِنَّها لَهُمْ في الدُّنْيا
(١) رواه ابن حبَّان في "صحيحه" (٧٠). (٢) رواه الحاكم في "المستدرك" (٧٠٧٢).