وروى عبد الله ابن الإِمام أحمد عن سالم بن أبي الجعد رحمه الله تعالى: أن عمر رضي الله تعالى عنه استعمل النعمان بن مُقرِّن على كسكر، فكتب إليه النعمان - رضي الله عنه -: يا أمير المؤمنين! اعزلني عن كسكر، وابعثني في بعض جيوش المسلمين؛ فإنما مثل كسكر كمثل مومسة بني إسرائيل: تعطر وتزين في اليوم مرتين.
قال: وكان عمر إذا ذُكِرَ النعمان بعد موته يقول: يا لهف نفسي على النعمان! (٢)
ومعنى قوله: مرتين: مرة بعد مرة؛ يريد التكرار لا التثنية كما في قوله:{ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ}[الملك: ٤].
وروى والده في "الزهد" عن ابن أبي الهذيل رحمه الله تعالى قال: أُتيَ عيسى عليه السلام برجل قد زنا، فأمرهم برجمه، وقال لهم: لا يرجمه رجل عمل عمله، فألقوا الحجارة من أيديهم إلا يحيى بن زكريا (٣).
وروى ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال: لا يكون في بني إسرائيل شيء إلا كان فيكم مثله.
(١) رواه الطبري في "التفسير" (٥/ ٢٨). (٢) وروى نحوه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١٧٢)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ٣٠٠). (٣) رواه الإِمام أحمد في "الزهد" (ص: ٧٦).