قال أنس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَكَانَ يَعْقُوبُ علَيهِ السَّلامُ كُلَّمَا أَمْسَى نَادَ مُنَادِيْهِ: مَنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيَحْضُرْ طَعَامَ يَعْقُوبَ" (١).
وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن عبد الرحمن بن أبزى قال: قال داود لسليمان عليهما السلام: كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد (٢).
قلت: هذا معناه في كتاب الله تعالى حيث يقول: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[النساء: ٩].
قال بعض العلماء: هذا الخطاب لولاة اليتامى يقول: من كان في حجره يتيم فليحسن إليه، وليأت بما يحب أن يفعل بذريته من بعده.
وروى الطبراني في "الأوسط"، والأصبهاني -وحسنه بعض مشايخه- عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَا قَعَدَ
(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٣٣٢٨)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٣٤٠٣)، وكذا الطبراني في "المعجم الأوسط" (٦١٠٥). قال ابن كثير في "التفسير" (٢/ ٤٨٩): هذا حديث غريب فيه نكارة. (٢) ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (١٣٨)، وتقدم نحوه.