فاجتمعوا إليه، فجعل الرجل إذا لم يستطيع أن يخرج أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال:"أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالوادِي تُرِيْدُ أَنْ تُغِيْرَ عَلَيْكُمْ أَكُنتمْ مُصَدِّقِيَّ؟ "
فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر اليوم! ألهذا جمعتنا، فنزلت:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[المسد: ١](١).
وقوله:(رهطك منهم المخلصين) منسوخٌ (٢).
ثمَّ إن الله تعالى كما ابتلى موسى عليه السَّلام بثلاث من رؤوس أهل زمانه: أحدهم من أهله وقومه، والآخران من غير قومه، وهم فرعون وهامان وقارون، وقد جمعهم الله تعالى مقدمًا لقارون لشرف نسبه، ولأنه قريب موسى، وعداوة القريب أشد، فقال سبحانه وتعالى:{وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ}[العنكبوت: ٣٩].
(١) رواه البخاري (٤٦٨٧)، وكذا مسلم (٢٠٨). (٢) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٣/ ٨٢)، و"فتح الباري" لابن حجر (٨/ ٥٠٢).