وفي حديث سلمان رضي الله تعالى عنه مرفوعًا:"كانَتْ دارُ قارُونَ مِنْ فِضَّةٍ وَأَساسُها مِنْ ذَهَبٍ"(٢).
والأساس -بفتح الهمزة-: أصل البناء، ومثله الأس مثلثًا، والأَسَسُ -بفتحتين- ويجوز أن يكون بكسر الهمزة، ولعله أقرب إلى الرواية: جمع أس.
وجمع الأساس أُسَس -بضم فَفَتْح- وأساسات، وجمعه المتحرك: آساس كأسباب.
والمراد بالأساس في الحديث: أصول البناء الظَّاهرة لا المطمورة في الأرض، وإنما كانت ذهبًا والأعالي فضَّة ليقرب الذَّهب من الساكن في البناء بخلاف ما لو عكس.
قال الله تعالى:{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ}. القائل له: موسى، أو المؤمنون من قومه:{لَا تَفْرَحْ}؛ أي: بما أوتيته من الدنيا وإن كثر؛ لأنَّ الفرح به نتيجة حبه والرضى به، وهو مانع من محبة الله تعالى التي هي شرط الإيمان به {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}[القصص: ٧٦]؛ تعليل لنهيهم إياه عن الفرح بالدُّنيا.
(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٩/ ٣٠١٩)، وكذا الطبري في "التاريخ" (١/ ٢٦٥). (٢) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٤٣٧) إلى ابن مردويه.